fbpx

غفران الله بين الرشوة واللامبالاة

في كل مرّة نسأل فيها واحد من أصحابي وإلّا واحد من النّاس الي نعرفهم سواء كان متديّن وإلّا موش متديّن: ”نهار الّي تموت وين باش تمشي؟ للجنّة وإلّا للنّار؟“ كنت نسمع نفس الإجابة: ”الله وأعلم“

وإنت زادا يا الّي تقرى في الأسطره هذوما، أنا متأكّد الّي لو سألتك نفس السؤال ”وين ماشي بعد ما تموت؟“ باش تقولي ”الله وأعلم“. 

لو الإجابة هذي كانت فقط من النّاس الّي بعاد على الدّين ولاهيين في شيخاتهم وملذّاتهم، كنّا نفهمو منها الّي عندهم أمل ورجاء في الله إنّو باش يغفر أثامهم وينجّيهم من النّار، أما المشكل إنّو الجواب هذا تلقاه على فم المتديّن قبل ما تلقاه على فم غير المتديّن.

زعمه أعلاش الإنسان المتديّن الّي نهار وطوله وهو يحكي على غفران الله  ورحمته موش متأكّد من المصير الأبدي متاعو؟ زعمه لها الدّرجة ما عندوش ثقة في ربّي؟ زعمه لها الدّرجه عايش تناقض بين الكلام الّي يقول فيه وبين المشاعر الّي يحسها؟

أعتقد إنّو المشكله جايه من خلط في المفاهيم، النّاس الكل أو الأغلبيّة متاعهم على وجه الدقّة يعرفو الّي بعد الحياة هذي ثمّه حياة اخرى، ويعرفو أنّهم باش ياقفو قدّام ربّي وباش يتحاسبو موش فقط على كل عمل عملوه باهي وإلّا خايب أمّا زادا على كل كلمة قالوها وعلى كل فكرة خطرت على بالهم وعلى كل مشاعر حسّو بيها. والنّاس الكل يعرفو إنهم آثمين حتّى ولو البعض منهم نكر في هذا، وقدّام عدالة الله نهايتهم خايبه برشه. على خاطر قدّام النّاس ينجموا يمثلو ويورّيو قدّاش هوما أتقياء وأبرار أمّا ربّي يخزر لقلب الإنسان من داخل ويعرف حقيقة كل بشر.

هذاك أعلاش الموش متديّن باعها بلفته، ووقت الّي سمع الّي ربّي غفور رحيم كمّل عايش حياتو كيما يحبها هو خاصّة وإنّو يشوف في أعمال الناس المتدينين ما تفرقش برشه على أعماله هو، وفي كل مرّة يتفكّر فيها إلّى ثمّه موت وثمه جزاء يعاود نفس الكلمة ”الله غفور رحيم“ كنوع متاع حرابش يسكّن بيها عذاب الضمير والخوف من غدوه.

وضعيّة الإنسان المتديّن موش خير ببرشه هذا إذا ما قلناش هي أسوء، الإنسان المتدين كيفو كيف الّي موش متدّين يعرف مليح الّي نهار الّي ياقف قدّام ربّي موش باش يمنع، على خاطر قدّام النّاس ينجّم يظهر إنسان تقي وباهي برشه على خاطر يقارن في روحو ببقيّة النّاس، أما نهار الّي ياقف قدّام ربّي أعماله باش تتقاس حسب صلاح الله وقداسة الله ووقتها كلمة أنا خير من برشه ناس ماعندهاش قيمه.

وفي عوض ما يفهم ويقر الّي هو محدود قدّام صلاح الله وإنّو طبيعتو كبشر خايبه  وإنّو عاجز على إنّو يعيش حسب مقاييس الله ويتواضع قدّام ربّي ويطلب إنّو ربّي يغفرلو آثامو وينجّيه من نار جهنّم وينقّيه من الدنس والشرور متاعو ويغيرلو طبيعتو الخايبه بطبيعة إلهية باهية كعطية وهبة من عند ربّي، إختار طريق آخر أخيب حتّى من اللّامبالاة متاع الإنسان الغير متديّن، إختار إنّو يرشي الله بالأعمال الباهية والعبادات متاعو.

ولّى يعمل في الخير باش ربّي يحسبهملو حسنات ويغفرلو بيهم سيئات، يعني هاك الغلطة الفلانية هاني عملتلك في عوضها حسنة سيبني فيها، في حين الغفران مربوط بتغيير الطبيعة متاع البشر موش تغيير نوعية الأعمال متاعو.

وفي عوض ما العبادات من صلاة وأصوام تعبّر على عمق العلاقة بين الإنسان وبين الله، ولّات هي زادا حساب في البانكه متاع الآخره تتغفر بيها السيئات. نوع آخر متاع حرابش نسكتو بيه عذاب الضمير والخوف من النهار الّي ناقفو فيه قدّام وجه ربّي. 

هذاك اعلاش كي المتدين كغير المتدين حد فيهم ما عندو ثقة إنّو ربّي باش يغفر آثامو، وحكاية الله غفور رحيم ماهي إلّا حربوشه لتسكيت عذاب الضمير.

الحكاية هذي تفكرني بحكاية الفرّيسي والعشّار في الكتاب المقدّس:

9 وقال لقوم واثقين بانفسهم انهم ابرار ويحتقرون الاخرين هذا المثل: 10 «انسانان صعدا الى الهيكل ليصليا واحد فريسي والاخر عشار. 11 اما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا: اللهم انا اشكرك اني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار. 12 اصوم مرتين في الاسبوع واعشر كل ما اقتنيه. 13 واما العشار فوقف من بعيد لا يشاء ان يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلا: اللهم ارحمني انا الخاطئ. 14 اقول لكم ان هذا نزل الى بيته مبررا دون ذاك لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع». لوقا18: 9 ـ 14

بعيد على النوعية هذي متاع الحرابش زعمه بالحق الله غفور رحيم؟؟؟ بالطبعية الله غفور رحيم، الله يحبك ويحب يغفر إثمك ويرحمك.

الله يعرف طبيعة البشر، ويعرف مليح الّي المشكلة موش في السلوك متاعو، على خاطر السلوك ماهو إلّا تعبير عن طبيعة البشر من داخل. هذاك أعلاش التدخّل الإلهي في حياة الإنسان المؤمن يشمل زوز نواحي : غفران الآثام وتغيير الطبيعة.

احنا محتاجين نفهمو مفهوم الغفران قبل ما نبداو نحكيو ونميلو في روسنا، الغفران يتحقق وقت الّي واحد منّا يغلط في حق الاخر، والاخر يقرر بملء إرادتو إنّو يتحمّل هو نتائج الغلطة متاع الشخص الّي غلط في حقّو من غير ما يطالبو بدفع ثمن الغلطة والتعويض عليها.

يعني الغفران موش حاجة بلوشي، الغفران عندو ثمن أما موش الشخص الغالط هو الي باش يدفعو، الشخص الّي غلطو في حقو هو الّي باش يتحمّل الثمن هذا. هذاك اعلاش الغفران من غير دفع الثمن او تحمّل النتيجة ما يتسمّاش غفران يتسمّى واحد يعدّي في راسو ويتحيّل على ربّي وإلا على خلق ربّي.

وقت الّي قرّر الله باش يغفر أثامنا اختار وبملء إرادتو إنّو يدفع هو الثمن بموت المسيح على الصليب من أجل دفع ثمن خطايانا، موت المسيح في عوضنا احنا كان اختيار وقرار من المسيح وما ثمّاش اشكون ضربو على يدو باش يموت على الصليب في عوضنا ووقتها صار من الممكن انو يغفرلنا ذنوبنا على خاطر هو الّي تولّى عملية دفع الثمن متاعها. تقول كلمة ربّي:

لان اجرة الخطية هي موت، واما هبة الله فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا. ” رومية 6: 23

التدخل الثاني هو سكنى روح الله القدوس في داخلنا كولادة جديدة لينا من الروح القدس. عمل المسيح الكفاري على الصليب كان من اجل غفران الخطايا، اما ارادة الله لينا موش فقط غفران الخطايا وانو نمنعو من النتائج متاعها، الله يرغب في انو يسترجع فينا الطبيعة الي خلقها هو فينا قبل ما تشوهها الخطية هذاك اعلاش يلزمنا نتولدو من الاول وجديد على صورة الله باش ننجمو نعيشو معاه، يعني يسكن فينا روح ربّي وهذا الي قالو المسيح في حوارو مع نيقوديموس:

1 كان انسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس، رئيس لليهود. 2 هذا جاء الى يسوع ليلا وقال له:«يا معلم، نعلم انك قد اتيت من الله معلما، لان ليس احد يقدر ان يعمل هذه الايات التي انت تعمل ان لم يكن الله معه». 3 اجاب يسوع وقال له:«الحق الحق اقول لك: ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله». 4 قال له نيقوديموس:«كيف يمكن الانسان ان يولد وهو شيخ؟ العله يقدر ان يدخل بطن امه ثانية ويولد؟» 5 اجاب يسوع:«الحق الحق اقول لك: ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله. 6 المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح. 7 لا تتعجب اني قلت لك: ينبغي ان تولدوا من فوق. 8 الريح تهب حيث تشاء، وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من اين تاتي ولا الى اين تذهب. هكذا كل من ولد من الروح». يوحنا3: 1ـ 8

إمّالا اذا تحب بالحق تتغفر آثامك وتتمحى أغلاطك ما عليك كان تقبل يسوع المسيح كرب ومخلص باش يسكن فيك روح الله القدوس.

اذا عندك سؤال أو استفسار أو تحب تعرف أكثر على الايمان المسيحي وعلى الانجيل تنجم تتواصل معانا بالميسنجر وباش تلقى أشكون يجاوبك على أسئلتك ويقرى معاك كلمة الله في الكتاب المقدس.