fbpx

المسيح مخلّص وإلّا بطل؟

في برشه مرّات وقت الّي نحكي على شخص الرّب يسوع المسيح كيف ما هو مكتوب عنّو في الإنجيل، ونوصل لحدث الصليب نلقى برشه معارضة من النّاس الّي قاعدين يسمعو فيّ، وبالطبيعة يرجعوا للنّص الديني الّي يؤمنو بيه ويحاولو يقنعوني انّو المسيح ما تصلبش وراهو شبّه لهم أكهو، وراهو الّي تصلب في بقعتو هو شخص اخر وراهو ربّي خلّى الشخص هذا ولّى يشبهلو باش يمنّع المسيح، وثمّه اشكون يقول الشخص هذا هو يهوذا الاسخريوطي وناس اخرين تقول الّي هو بطرس الرّسول إلخ. نرجع بيهم للنّبؤات الّي تقالت على صلب المسيح في سفر اشعياء وسفر زكريا وسفر المزامير وغيرها من أسفار الكتاب المقدس ومن بعد نرجع بهم حتى لكتابات اليهود الي كانو معاصرين لحدث الصلب كيما يوسيفوس ونرجع لبعض الكتابات الرومانية وكتابات اباء الكنيسة ونرجع حتى للصور متاع اللّقيات الاثرية وغيرها من الادلة، وحتّى كتشرحلهم إنّو ربّي ما يليقش بيه باش يكذب على الناس ويخدعهم ويحطلهم واحد اخر في بقعة المسيح يصلبوه ويقعدو مئات السنين وهوما مصدقين الكذبه هذي. وقدام السيل هذا متاع الأدلّة المفروض إنّو الانسان يراجع روحو شويّه، لكن بالحق النّافع ربّي.

 قعدت نسأل في روحي زعمه أعلاش النّاس ما تتفاعلش مع سيل الادلة هذي؟ زعمه لها الدرجة العقلية متاعنا ترفض ما هو منطق في مقابل ماهو عقيدة؟ هذا ممكن لكن لقيت زادا سبب آخر يخلي التونسي يرفض قصّة الصليب، والسبب هو فكرة البطل المرسومة في ذهنه. 

فكرة البطل هي فكرة مهمه جدا بالنسبة للفرد وبالنسبة للمجتمع زادا، فكرة البطل هي مقياس يعاونّا باش نقيمو السّلوك ونفرزو بين السلوك الباهي والسلوك الخايب، وهي الّي تلهم الإنسان كيفاش يلزمو يتصرّف وكيفاش يلزمو يكون وكيفاش يلزمو يعيش، كل واحد فينا يحب يكون البطل بين اصحابو وفي عائلتو وفي اي مجموعة هو ينتمي ليها.

فكرة البطل تبنيها مجموعة من القيم الاجتماعية والنفسيّة، اما زادا مجموعة متاع احتياجات أخرى، البطل متاع العصور القديمة هو هاك الراجل الصنديد الطويل العريض الخشين صاحب القوة الجسدية الرهيبة الي يقضي على الأعداء وينصر المجموعة الي ينتمي ليها (عنتر بن شداد، علي شورّب …).

البطل في عصرنا الحالي هو لاعب كرة القدم الناجح الي يمتّع الجمهور بفازاتو والا الممثل والا الممثلة الّي يخدمو في هوليود والا عارضة الازياء رشيقة القوام وإلّا ملكة جمال … إلخ

وقت الّي جاء المسيح للارض في المجيء الاول متاعو ما كانش بطل بالمعنى القديم متاع البطولة، لا هز سيف ولا قتل عباد ولا فك ارض ولا حرر اليهود من عبودية الرومان كيف ما كانو يستنّاو. تقول كلمة ربّي:

”قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ حتى يخرج الحق الى النصرة.“ متى12: 20

وحتّى وقت الّي جبد واحد من التلامذة متاعو سيف باش يدافع عليه وقت الّي حبّو يشدّوه باش يحاكموه قالّو:

«رد سيفك الى مكانه. لان كل الذين ياخذون السيف بالسيف يهلكون!“  متى26: 52

 وعلى خاطر ما كانش بطل في نظرهم ما قبلوهوش  وما عرفوش انّو إلههم وملكهم الّي خرّجهم من العبوديّة متاعهم في أرض مصر في العهد القديم.

ووقت الي تحكي على المسيح في مجتمعنا الحالي، الناس الي تسمع في الحكاية متاعو لا ترى فيه صاحب فلوس ولا صاحب نفوذ ولا صاحب عضلات ولا عندو ديار ولا كراهب ولاهو لاعب كرة قدم ولاهو ممثل والا عارض ازياء … إلخ 

المسيح في حد ذاته يقول عن نفسه:

«للثعالب اوجرة ولطيور السماء اوكار واما ابن الانسان فليس له اين يسند راسه».متى8: 20

بمنظورنا الارضي البشري المحدود المسيح ما عندوش البروفيل متاع البطل لا من منطلق التصويرة متاع البطل في العصور القديمة ولا في العصور الحديثة، هذاك أعلاش القصّة متاع ولادته وموته وقيامته من الموت ما تجذبناش، ونلوجولو على تصويره اخرى فيها أكثر جاذبية كيما شبه لهم.

في الوقت الّي العالم القديم والا الحالي يمجّد الأثرياء والاقوياء والمشهورين والمتكبرين نلقاو المسيح المتواضع، الّي تقول عليه كلمة ربّي :

”فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع ايضا: الذي اذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله. لكنه اخلى نفسه، اخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس. واذ وجد في الهيئة كانسان، وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب.“ فيلبي2: 5 ـ 8

تولد ملك ملوك الارض في مكان متواضع اشبه بكوري وتقمّط وتحط في معلف متاع بقر، عاش فقير وهو الّي غنى برشه عباد

”فانكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح انه من اجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا انتم بفقره.“ 2 كورنثوس8: 9

ومن بعد مشى للصليب باش يدفع ثمن خطايانا ويغفر آثامنا ويصالحنا مع الله، تقول كلمة ربّي :

”ولكن الله بين محبته لنا، لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا. فبالاولى كثيرا ونحن متبررون الان بدمه نخلص به من الغضب! لانه ان كنا ونحن اعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه، فبالاولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته! وليس ذلك فقط، بل نفتخر ايضا بالله، بربنا يسوع المسيح، الذي نلنا به الان المصالحة.“ رومية 5: 8 ـ 11

الحاجة الي يلزمنا نفهموها انو الصورة الذهنية للبطل هو تعبير عن احتياجاتنا الدنيوية وتعبير عن عقدة النقص الي فينا، البطل هو الصورة العكسية متاعنا، البروفيل متاع البطل بالنسبة لانسان غني وقوي ومشهور موش نفس البروفيل متاع إنسان فقير وضعيف ومحقور.

البطل يصنعوه الناس كتعبير عن كرههم للضعف والعجز والفقر والقبح أما المسيح جاء للارض باش يعطي قوه للانسان في عوض العجز وغنى في عوض الفقر وجمال في عوض القبح.

البطل يبقى بطل طالما الناس مازالوا بعاد عليه في عناصر التفوق متاعو على خاطر اذا وصلوا كيفو هو ماعادش بطل، اما المسيح جاء باش يجعل من كل المؤمنين أبطال.

وانت يا الّي تقرى في المقال هذا، تحتاج بطل يعبر عن النقص الّي فيك؟ وإلّا تحتاج مخلّص يكمّل النّقص الّي فيك، ويجعل منك بطل؟

لو عندك سؤال على شخص الرب يسوع المسيح والّا على كلمة الله في الإنجيل تنجّم تتواصل معانا بالماسنجر على صفحة الفايسبوك Elmassihfitunis